أقام المكتب الفني لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني في مأرب اليوم ندوة نقاشية حول اليمن الاتحادي الجديد..الهوية الوطنية والسياسة الخارجية، حضرها عدد من الإعلاميين والناشطين والأكاديميين.
وفي الندوة التي حضرها وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري تممناقشة ثلاثة أوراق عمل قدم الورقة الأول الدكتور نجيب الأغبس، الأستاذ المساعدبكلية العلوم الإدارية بجامعة إقليم سبأ، تناول فيها الهوية اليمنية ومساحة الاهتمام بها في مخرجات الحوار الوطني و وثيقةالدستور.
وتطرق الأغبس إلى الأسباب التي تهدد الهوية اليمنية، موضحا أنه تم تناول موضوع الهوية اليمنية بعمق وشمولية من قبل مكونات الحوار الوطني مما أدى إلى إفراز تصور عام حول الهوية وجذورها التاريخية والثقافية وكذلك المشاكل التي تواجهها بالإضافة الى وضع الحلول والمقترحات لمعالجة إشكالات الهوية اليمنية.
واستعرض الأغبس النصوص والتوصيات التي شملتها مخرجات الحوار ومسودة الدستور التي ركزت على موضوعات الهوية اليمنية مؤكدا أن مسودة الدستور وضحت الخطوط العريضة للحفاظ على الهوية اليمنية وتنميتها، داعيا الجميع حكومة وشعبا للحفاظ على الهوية اليمنية وتعزيزها وغرس مفاهيمها حتى تصبح مصدر للفخر والاعتزاز لدى كل يمني.
من جهته قدم الدكتور علي ثواب ورقة عملة حول مدى تأثير الهوية الوطنية على السياسة الخارجية مستعرضا النموذج اليمني وما واجهه خلال المائة العام الماضية منتهديد لهويته سواء من الاستعمار الخارجي أو من الإمامة والاستبداد، مشيرا إلى أن أزمة الهوية اليمنية بدأت مع تدخلات وأطماع إيران بالسيطرة على اليمن، منذ فترة موغلة في القِدم، إذ كان اليمن منذ عهد الدولة الحِمْيَرِيَّة موضع تنافس بين دولة الفرس الساسانيين ودولةالروم، مؤكدا على استمرار الأطماع الإيرانية في اليمن وإن كانت بشكل أكثر سفورا في الوقت الحاضر.
وقال ثواب إن تعزيز الهوية اليمنية سينعكس على أداء السياسة اليمنية الخارجية، كا أنها ستعزز من قيمة وحضور اليمن على المستوى الإقليمي والدولي وهذا هو جوهر اليمن الاتحادي الذي جاء لتقوية الهوية اليمنية الجامعة دون أي الغاء للهويات والتنوع الثقافي الفرعي للمجتمع اليمني.
وحول الهوية اليمنية وأهمية بعثها للمساهمة في بناء دولة اتحادية قوية قدم يحيى الثلايا رئيس الهيئة العامة للكتاب، الورقة الثالثة في الندوة قال فيها: إن جماعة الحوثي سعت ومنذ أيام مؤتمر الحوار الوطني إلى تهميش موضوعات الهوية اليمنية والتشويش عليها، حتى انتهى بها المطاف على الدولة ومؤسساتها ومحاولة طمس كافة معاني الذات اليمنية وتاريخها الحضاري.
وقال الثلايا إن اليمن بإرثه الحضاري الكبير وموقعه الجغرافي المتميز وتنوعه الاجتماعي والثقافي وموارده الاقتصادية يمثل هوية جامعة ومتماسكة لكل اليمنيين، مؤكد أن صحوة اليمنيين والتفافهم حول هويتهم وذاتهم سيعيدهم إلى مصاف الدول القوية والمؤثرة ضمن إطار اليمن الاتحادي الجديد.
وشملت الندوة جملة نقاشات مستفيضة حول كيفة بلورة مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع، واختتمت بقصائد شعرية تعزز الهوية الوطنية.