مثلت مخرجات الحوار الوطني المشروع الوطني الجامع الذي يلبي تطلعات شعبنا اليمني في بناء اليمن الاتحادي الجديد، دولة النظام والقانون التي ينعم جميع أفرادها فيها بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والسلطة، فقد جاءت كنتيجة للتوافق الوطني بين كافة المكونات السياسية والمجتمعية في معالجة إشكالات الماضي والانتقال الى المستقبل الآمن، وحظيت بمشاركة ودعم شعبي ، ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق، إذ مثل الدعم الدولي أحد الضمانات الهامة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فكانت حاضرة ضمن قرارات مجلس الأمن المعنية باليمن التي نصت على دعمها، ومعاقبة من يحاول إعاقة تنفيذها.
لقد جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كأحد أهم استحقاقات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي حددت قيام مؤتمر للحوار الوطني شامل يضم كل القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية، يشاركون فيه بدون شروط مسبقة او سقوف محددة، حيث اتفق الجميع على خارطة آمنة للعبور بالوطن إلى بر الأمان، إذ تضمنت وثيقة الحوار الوطني معالجات للماضي، وقواعد متينة لبناء مستقبل اليمن الاتحادي الجديد القائم على الشراكة والعدالة والمواطنة وتكافؤ الفرص.
وقد حظيت مخرجات الحوار الوطني بتوافق المكونات السياسية والمجتمعية التي التقت على طاولة الحوار لأول مرة في حوار جاد وشفاف وشامل لكافة القضايا الوطنية الهامة، وعكست رسالة قيمة بأهمية المشاركة الواسعة السياسية والمجتمعية باعتبارها الطريق الحضاري لحل مختلف القضايا الوطنية، ليصبح المؤتمر تجربة فريدة على مستوى المنطقة وفقاً لشهادة الخبراء والهيئات والمنظمات الدولية.
أثمرت النقاشات والحوار الجاد الذي شاركت فيه كل القوى السياسية والمجتمعية، بالخروج بوثيقة الحوار الوطني الشامل في (25 يناير 2014م) تضمنت الوثيقة الوطنية أكثر من 1800 مبدأ وموجه دستوري وقانوني وتوصيات، وضمانات حقيقية للتنفيذ، تلبي تطلعات الشعب اليمني في تحقيق التغيير المنشود، وتضع أسس ومقومات بناء الدولة الاتحادية، مع معالجات حقيقة لمشاكل الماضي وأزماته.
لقد كانت المرحلة الأهم في إنجاح الحوار الوطني هو تنفيذ مخرجاته واقعا على الأرض، وقد بدأت سلطات الدولة بتنفيذ تلك المخرجات حيث توزعت عملية التنفيذ على مرحلتين:
اولا: استكمال المرحلة الانتقالية بصياغة الدستور الجديد والاستفتاء عليه، بما في ذلك توعية المجتمع بتلك المخرجات، وتنفيذ نقاط بناء الثقة المتمثّلة بالنقاط العشرين والإحدى عشر، وتهيئة مؤسسات الدولة وفقا لمخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية.. وغير ذلك من الاجراءات والخطوات العملية التي قامت بها السلطة.
ثانيا: بناء الدولة الاتحادية تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني ببناء مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات العامة وفقا للدستور الجديد بعد الاستفتاء عليه.