قد تتعثر احلامنا وقد وتخبو أحياناً أخرى، لكنها لن تموت فمازال أبنا اليمن يحلمون بقيام دولة اتحادية جديدة، تسودها العدالة والمساواة والحكم الرشيد وتطبيق مخرجات الحوار الوطني والتي تُمثل الخيار الأمثل والأسلم والأضمن للخروج من متاهة الصراع الذي اقحم فيه اليمنيون.
بناء دولة اتحادية ديمقراطية مستقلة وذات سيادة تقوم على الإرادة الشعبية لكل اليمنيين دون استثناء، والمواطنة المتساوية وسيادة القانون، كان ثمرة نضال اليمنيين منذ ثورة 48 مرورا بثورتي سبتمبر وأكتوبر وفبراير التي عبرت عن ذات المبادئ والأهداف.
لقد جرب اليمنيون كافة الخيارات لبناء دولة النظام والقانون كلها باءت بالفشل، ومع ضيق الخيارات أمامهم إما الدولة أو الحل لامجال إلا الولوج لرحب اليمن الاتحادي الجديد. فمستقبل اليمن يتوقف على بناء دولة تحمي اليمن وتؤمن الاستقرار والتنمية، وتحصن اليمن من الأطماع الخارجية.
مشروع الدولة الاتحادية يحقق لليمنيين في الشمال والجنون، ما لم تحققه جميع السياسات السابقة، يربح فيه الجميع وتتضاءل من خلاله كل مشاريع التمييز الطائفي والعرقي والمناطقي، وبالتالي فهو ليس خيارا ترفيهيا لكنه خيار الضرورة فكثير من القضايا السياسية والاجتماعية العالقة وجدلية المركز والهامش ماكان لها ان تحل من خلال الإبقاء على شكل الدولة المركزية السابق بل من خلال الدولة الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد.
لقد سعت الجماعات الانقلابية التي تتبنى منطق العنف والاستقواء بالسلاح إلى الانقلاب على إرادة اليمنيين والحيلولة دون وصولهم إلى وطن العدالة والمساواة والعيش الكريم وأهم ما يتحقق به الانتصار على هذه الانقلابات ويدحض مشروعها الرجعي والمناطقي يأتي عبر بوابة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبناء الدولة الاتحادية من ستة أقاليم.
