يأتي الشكل الاتحادي للدولة ليحل مشكلة تاريخية في بنية النظام السياسي اليمني، وهي مشكلة تركز السلطة في منطقة وجهة، وما يترتب على ذلك من فشل في بناء دولة المواطنة المتساوية ومشاركة الناس في السلطة.
يوفر الشكل الاتحادي الفيدرالي الطريقة الأمثل في تمثيل الناس في مؤسسات الدولة ويجعل الديموقراطية ليست مجرد بناء فوقي وشكلي، بل يتيح للجميع المشاركة في الإدارة والسلطة في كافة مستويات التنظيم الإداري والسياسي.
بعد تجارب اليمنيين في الأشكال المركزية للحكم وفشلها في تحقيق الاندماج الوطني وماترتب على ذلك من دورات متعاقبة من الصراعات على أساس الجهة أو العشيرة أو حتى الشكل القبيح للطائفية والسلالية كما يظهر في الحوثية، وأيضا مع فشل الأشكال الانعزالية للحكم وفشل تجربة الوحدة المركزية.
يوفر النظام الفيدرالي الفرصة لكل المواطنين لحكم أنفسهم ومشاركة السلطة والإدارة على أساس المواطنة المتساوية، والعدالة والحرية.
مايميز النظام الاتحادي الذي اختاره اليمنيون أنه جاء بعد حوار طويل وجدي في مؤتمر الحوار الوطني، وجاء معبرا عن غالب تطلعاتهم كما راعى مخاوفهم جميعا.
يعكس هذا الخيار استيعاب اليمنيين لتجارب قرن من التجربة السياسية والتي جوهرها أنه لا نمو ولا استقرار من دون اشراك جميع المواطنين في السلطة والنظام السياسي وتحقيق المواطنة المتساوية بشكل فعلي وليس كحقوق صورية. لذا فالخيار الفيدرالي هو خيار للمستقبل أساسا.