خلُص اليمنيون في ال 25 من يناير2014 الى إنجاز أعظم مسودة توافقية تاريخية شهدها وباركها العالم من المحيط الى الخليج.
أكليل متسق لمخرجات تشاورية تشاركية رسمت ملامح وجه اليمن "يمن مابعد فبراير 2011 "
تناولت المسودة شرحاً تفصيلياً وتفسيرياً لشكل منظومة الحكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتضمنت حزمة من الإصلاحات الدستورية وتطويراً لنظام الحكم وتحديثاً للقوانين وتشريعاً لفضاء إنساني آمن ينعم فيه المواطن بكامل حقوقه ومعالجات آثار الصراعات وحل القضايا العالقة حلاُ عادلاً ابتداء بقضية الجنوب وصعدة وجبر الضرر.
كانت الأنظار ترمق لبعيد مستبشرة بقادم الأيام الحبلى بالأمل بعد تلاشي ملامح الأزمة الداخلية واحتواء الأحداث العسكريةوالانخراط المباشر في سياق مبادرة الأشقاء لنقل السلطة سلمياً.
في ذكرى مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2013 انطلقت جلسات الحوار الوطني اليمني والتي استمرت لمدة عشرة أشهر بمباركة ودعم وتأييد محلي واقليمي وعربي ودولي
تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل".
565 عضواً شاركوا في رسم الحُلم "خارطةالطريق" ليمن اتحادي مشرق 50% منهم من أبناء المحافظات الجنوبية و30% من الجانب النسائي و20% من الشباب. جرى اختيارهم وترشيحهم من جميع الأطراف السياسية والفاعلة ومنظمات المجتمع المدني.
توافق المتحاورون على كيان الدولة الإتحادية ذات ال6 أقاليم، وأقر موقعو الوثيقة بضرورةسرعة تسليم الأسلحة للدولة وبسط نفوذها ورفض أشكال العسكرة خارج اطار وزارة الدفاع والداخلية وتفاصيل توزيع الثروة والنفوذ.
قدمت مسودة الدستور الجديدة التي تمثل باكورة حوارات مستفيضة لتؤسس بمجملها عقداً مجتمعياً ومشروعاً وطنياً جامعاً ينهي حقبة من التوترات والأزمات المشتعلة يمنياً وفق ترجمة عملية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، دستور يشمل في مضامينه وطياته محتوىموضوعي رشيد بعيداً عن أي وصاية أو تفرد، دستور يسود فيه القانون لا أحد سواه، دستور يمهد لتنمية شاملة ومستدامة من أجل شعب اليمن الكبير.
وبرغم توافق كافة المكونات السياسية والمجتمعية بما فيهم الحوثيون، الا أن الأخير عملعلى إعاقة هذا المشروع وافساد إقراره إرضاء لمحور الشر "إيران"
فبعد صياغة مسودة الدستور استشعر الحوثيون حضور الدولة الذي سيفسد مخططاتهم، فسارعت الميليشيات الحوثية لإجهاض مشروع الدولة الاتحادي وفق مخطط تدميري يستهدف اليمن والمنطقة فكان الحنث والخيانة.
لم يكن الحوار إلا صورة من صور الاصطفاف الوطني الرائد في المنطقة للخروج باليمن منحالة الركود والقفز عربياً نحو مستقبل مشرق تترجمه ارادة المجتمع ذات التاريخ العبق القادرة على ترجمة المخرجات في دولة نموذجية عافت الحروب والاقتتال والتهميش.
دأبت العصابات الإرهابية الحوثية على نسف كافة الجهود وأشعلت الحرب في شمال اليمن وجنوبه وقامت بتعطيل هذا الاستحقاق ودمرت كل مقدرات الشعب وصادرت كافة الحقوق وعطلت الدستور وعاثت في اليمن فسادا وإفساداً.
اعتقلت رجال الدولة وحاصرت الوزراء واحتجزت الرئيس ، حتى تدخلت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإيقاف الجنون الشيطاني وردع الثور الهائج.
وبتعاضد المخلصين وعون الأشقاء تحررت عدد من المحافظات ولا تزال الأخرى تقاوم في سبيل استعادة الدولة وارساء مداميك اليمن الاتحادي الذي اراده الشعب وأقره.
لأجل ذلك كان الحوار ولا زال بمخرجاته الأصيلة مرجعية لا يختلف عليها اثنان فهو أصل ثابت عززته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنه في أي حوارات وتفاوضات قائمة
لأن مخرجات الحوار هي الجذور التي تؤسس لمستقبل اليمن الاتحادي، وهي خلاصة وعصارة جهود وطنية استثنائية خالدة في توقيت شهد مخاضاً عسيراُ وولادة لم تكتمل بعد.