مر يمننا الحبيبب اضطرابات عدة خلقت مراحل لا استقرار طيلة عقود ماضية، ومن فترة الى أخرى حاول المخلصون من أبناء هذا الوطن معالجة تلك الاضطرابات التي أضرت بالوطن أرضا وإنسانا.
ففي القرن الماضي حاول اليمنيون الخروج من تحت براثين سيطرة الاستعمار والحكم الكهنوتي الإمامي السلالي البغيض، وهو ما كان لهم ذلك، إلا أن النظام الذي أسسه الثوار شمالا وجنوبا لم يلبي طموحات ابناء الشعب اليمني في خلق الاستقرار وتحقيق الأهدافا لطموحة لأبناء الشعب اليمني من خلال التطور والتقدم والأمن والازدهار والعيش الكريم والعدالة والحكم الرشيد.
فهرب الجميع من الواقع المزري للنظامين شمالا وجنوبا وبرغبة شعبية جامحة وتوافق وتأييد كبيرين من أبناءالشعب اليمني الواحد الذي فرقه الساسة نزولا عند تلبية وتنفيذ طموح ورغبات الاستعمار إلى الوحدة الاندماجية لكن هذه الوحدة لم تلبي طموح أبناء الشعب اليمني ودخل فيها اليمنيون في صراع بسبب ما آلت إليه الأوضاع بسبب التفرقة والظلم والإقصاء والتهميش بسبب حكم المركز الذي طور الصراع وقام بتغذيته ليصبح صراعامجتمعيا كاد يعصف باليمن واليمنيين ككل.
وهو ما استشعره اليمنيون في كل أرجاء الوطن وخرج شباب وشيوخ اليمن في كل محافظات الوطن الحبيب حاملين هم وطنهم الذين يشاهدوه يترنح في الأرجاء أيلا للسقوط، وكان ثمرة هذه الاحتجاجات أنها أطاحت بحكم المركز وتم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا في فترة زمنية فارقة وصعبة في تاريخ اليمن الحديث ولأنه قائد عسكري وسياسي محنك، ومفكر كبير، وفاهم لبيب، أدرك سبب الصراع في البلاد فجمع أبناء الشعب اليمني على طاولة واحدة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وفيه بتوجيهات فخامته اتفق الجميع على نظام حكم يؤسس ليمن اتحادي جديد.
لم يكن اختيار هذا النظام اعتباطا وبدون رؤية أو كما هو الحال عليه في سياسة اليمنيين القائم-على ما بدا بدينا عليه- بل قام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية باختيار نخبة من الساسة والمختصين في نظام الحكم على المستويين العالمي والمحلي ووضع أمامهم على الطاولة كل مشاكل اليمن وأسبابها وهي المرة الأولى في تاريخ اليمن الجديد والقديم التي يتم فيها اختيار نظام الحكم بشكل بحثي وعلمي دقيقين يتواكب مع مرحلة العصر ويواكب تطور العالم الحديث، والخروج من كافة المشاكل المتراكمة منذ عقود وبتوجيهات وإشراف مباشر من فخامته اتفق اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على يمن اتحادي جديد مكون من ستة أقاليم وعلى ضوئه تمت صياغة دستور اليمن الاتحادي الجديد.
نظام الحكم الاتحادي هو النظام السياسي الأنسب لحكم البلاد، خاصة أنه أثبت نجاح كبيرا وطفرة نوعيه في مجالات التقدم والتطور والازدهار في كل البلدان التي تدار سياستها بالنظام الاتحادي ولم يسجل فيها نسبة فشل واحدة في كل الدول أو نوعا من أنواع الاضطرابات السياسية كالانقلابات العسكرية أو غيرها.
وهذا ما أرق قوى الشر والعملاء والخونة وأصحاب النفوذ الذين يعيشون على النهب والسرقة والعمالة والارتزاق والذين أدركوا ان النظام الاتحادي لا يهدد مصالحهم فحسب بل يكتب شهادة وفاتهم ويضمن الحقوق لكل أبناء الشعب اليمني من المهرة إلى حجة المتمثلة في العدل والمساوة والحكم الرشيد والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
فما كان منهم إلا أن اتفقوا تحت مبررات واهية وتضليل باهت وحاولوا الانقلاب ليس على فخامة الرئيس هادي والشهور المتبقية من حكمه بل على مشروع اليمن العادل والكبير المتمثلفي مشروع اليمن الاتحادي الجديد من ستة أقاليم.
يعتمد النظام الاتحادي على اللامركزية الادارية والمالية لتحقيق التنمية ورفع مستوى المشاركةالمجتمعية المحلية في نظام إداري غير خاضع للسيطرة أو التأثير الحزبي أو الفئوي، ويعتمد مبادئ الشفافية والنزاهة والكفاءة والتدوير الوظيفي ويضع آلية مجتمعية وفاعلة لمكافحة الفساد ويحقق التوازن الاقتصادي بين مصالح الفئات الاجتماعية المختلفة، ويحقق العدالة في توزيع الثروة والسلطة، ويكفل المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
مشروع اليمن الاتحادي المكون من ستة أقاليم هو المشروع الوحيد الذي سيضمن حاضرا آمنا ومستقبلا مزدهرا ومتطورا يلبي طموحات أبناء الشعب اليمني ويؤسس الأرضية الصلبة للأجيال القادمة، لتعمل من أجل اليمن أرضا وإنسان وهي دعوة خاصة من محب لكل أبناء اليمن الكبير علينا جميعا الالتفاف حول هذا المشروع الكبير والضامن الوحيد لبناء اليمن الكبير والحفاظ على الإرث التاريخي العريق الذي ورثه أحفاد معين وسبأ وقتبان وتبع، ولنبني حضارتنا المعاصرة لنكن خير خلف لخير سلف شيد أمجاده في صفحات التأريخ بنور ساطع حجب كل نتوءات الظلم رغم كثافتها.