ست سنوات عجاف، لم تكن لتحدث، لو أن اليمانيين تمسّكوا بكتابهم المقدّس، وقرأوا وصاياه في بناء دولة الحكم الرشيد، وتوزيع الثروة، وبناء الاقتصاد، وقبله بناء الإنسان اليمني القادر على تحقيق المستحيل.
كانت مخرجات الحوار الوطني كفيلة بحفظ حقوق الجميع، ضامنة بعدم إستئثار جهة أو منطقة او أسرة لثروة البلد وخيراته، وتطوي صفحات غرقت بدماء اليمنيين نتيجة حروب عبثية.
رأى كثيرون من أبناء الشعب الذي شبع من حسابات السياسة الضيقة ومعادلاتها غير المتوازنة أن مسودة مخرجات الحوار الوطني تمثّل كتاباً مقدساً يسيرون على نهجه في إعادة تشكيل بيتهم اليمني وتنظيفه من الشوائب المناطقية والعنصرية والمذهبية، لتمثل فصول هذه المسودة خارطة طريق لوجه يماني آخر، يفتتح عهداًىمن الحضارة والازدهار، وينهي مركزية العصبة والأسرة الواحدة، ليتيح الفرصة للأطراف لتنتعش، بعد عقود من التهميش، وتهتم بسكانها، عوضاً عن مركزية صنعاء وعدن التي جعلت من باقي المحافظات مجرد لواحق لمن يحكم تلك المراكز.
الوضع المعقّد الذي تعيشه البلاد اليوم يدفعنا مجدداً إلى العودة إلى جادة الصواب في الاحتكام لما اتفقنا عليه سابقاً، ببناء يمن اتحادي، قويا ومتماسكا، يحقق نهضة واسعة لليمن انساناً وأرضاً، ويعيد اسم اليمن المعهود كقوة اقليمية في المنطقة.